الأربعاء، 15 يناير 2014

حول حقوق المرأة ، كان اللقاء

خميس اخر،أمسية أخرى ولقاء فكري جديد للشباب سوق الأفكار بالمقهى المعتاد، ذلك المكان المكان المتواضع الذي يستقبل الطلبة، المعطلين، والموظفين لاحتساء شاي المساء و وتناول فطائر المسمن.
كلكل لقاء يبدأ بالسؤال عن الحال و الأحوال، وأحداث شهدها الأسبوع بعالم الواقع فجعلت من مواقع التواصل الإجتماعي منبرا للنقاش، ومن اخر ضجة فيسبوكية متناحرة المواقف حول اللقاء التلفزيوني الذي جمع بين المفكر الأمازيغي أحمد عصيد و الشيخ السلفي الفيزازي ببرنامج مباشرة معكم.
حول المرأة، موقعها في موضوع الحقوق، وبين الحق الكوني والحق الموضوع دار النقاش.
يفتتح أحد الأصدقاء الحوار قائلا:
النضال النظري مثالي، وقبل أن تطالب المرأة بحقوقها يجب أن تناضل لأجل حق الإنسان عامة وهي الإنسان، ولأن التطبيق يبين أن المكتسبات لا تنتزع مرة واحدة يجب أن يرقى النضال لأجل حقوق المرأة إلى مستوى يضمن لها هذه الحقوق دون تمييز على أنها أنثى.
فيما يرى أحدهم أن وضعية المرأة رهينة بالفكر الديني الذي يزكي تظهور وضعها.
من وجه نظري يقول آخر، سأنظر للمرأة بالعالم القروي مثلا، هي تلك الأم التي تقوم بواجبها بالبيت، و تلك المعينة للرجل خارجه، بل وتقوم بجل أعمال الرجل، من زراعة، رعي المواشي، جمع الحطب، وغير ذلك. باليونان شاهدتنا مثال النائبة التي تحضر لجلسات البرلمان وهي تحمل طفلها، لهذا أعتقد أن عمل المرأة لا ينتقص من واجبها كأم، المشكل ليس في الجنس لتقلد المناصب ، بل في الكفاءة سواء  للرجل أو المرأة.
يتم أحد الزملاء الحديث في نفس السياق قائلا: والطبقية الذكورية السائدة في تقلد هذه المناصب ليست السبب في تردي وضع المرأة على ما أعتقد، بل المرأة نفسها لو أنها سايرت الرجل في تقدمه لما كان حالها ما هي عليه، وقانون الحياة يقول، البقاء للأقوى فكرا وحضورا.
استمر الحوار بعد لحظة توقف بتدخل أحدهم مستهلا مداخلته بمقولة شهيرة ليوحنا مينا "النضال لا يأتي إلا بالوعي، وعلى المرأة أن تعي معاناتها" . شخصيا ارفض نظرية المؤامرة دائما، ولا أتفق مع مقولة "البقاء للأصلح "، لذا أقول: يجب على المرأة أن تناضل لأجل أن يكون لديها حق الاختيار، اختيار مسارها، حرية اتخاذ القرار في أمور تتعلق بها، و مهمة الدولة هي أن تحرص على ضمان الممارسة،  البقاء للكل و الكل يجب أن يحترم الكل.
أنا أرى أن الدين من كرس عادات و تقاليد المجتمع المناصرة للذكر وبالتالي فهو من أنتج ثقافة اضطهاد المرأة.
صديقي ، صحيح أنه  في مجتمعنا المغربي الذي يدين بأغلبية ساحقة الدين الإسلامي هناك نوع من الاضطهاد في حق المرأة لكن هذا ليس سببه الدين بل راجع إلى أن هذه الأغلبية الساحقة هي غير واعية في واقع الأمر ولا تفهم جوهر هذا الدين ورسالته.
نعم هناك فهم مغلوط للدين وللآية التي تقول" الرجال قوامون على النساء ...." البعض يستشهد بها دون تتمتها بقوله تعالى " بما فضل الله بعضهم عل بعض"
في لغتنا الأمازيغية نسمي المرأة ب"تمغارت" و مذكرها " أمغار" ويعني الزعيم، أو سيد القبيلة، وكما تعرفون هي من تقول بجل الأعمال خارج البيت إضافة إلى مهمتها في تسيير شؤون البيت.هذا وجه من أوجه عدم إنصافها نضيف إلى ذلك أنه في بعض القرى تحول العادات دون توريث المرأة، فهي محرومة من حق الإرث الذي يخصص للذكور من أبناء العائلة قط، وهذه العادات لازالت مستمرة إلى يومنا هذا مع الأسف.
استمر الحوار، والنقاش حوالي ساعتين اختتمت بكلمة لكل مشارك حول الموضوع جاءت على المنوال التالي.
_ يجب أن نستمع للطبيعة، لنستطيع أن نعيش.
_ إن كنا سنناضل لأجل تحرر الإنسان، يجب أن نناضل على تحرر الإسلام، ونتحرر نحن حتى نستطيع أن نناضل.
_ لو كان الرسول آمرا احد للسجود لأمر المرأة أن تسجد لزوجها، أكرر مقولة بان رشد هنا " إذا خالف النص العقل، يجب تأويل النص"
_ ما من حل غير النضال لأجل حق المرأة في الاختيار؟
_ يجب تجديد الفكر الديني.
_ الوعي هو الحل، علينا النضال لأجل الوعي.
                                                  سوق الأفكار ، مراكش 09 يناير 2014 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق