كعادتنا مساء كل الخميس نلتقي بمقهى معين لنتبادل أطراف
الحديث حول موضوع أو إشكالية تستحق النقاش، مساء البارحة لم نلتزم بموضوع سبق و أن
طرحه أحد الشباب المشاركون في الحصة التي سبقتها وتمت الموافقة عليه، و السبب أن
الموضوع المطروح للنقاش المتمثل في " إعادة النظر في منهجية التفكير" فرض نفسه على شكل فوضى فكرية لم يستقم حوله
الحوار رغم أن اختلاف الآراء مطلوب كغاية أولى لهذه اللقاءات التي تستقطب كل
التوجهات مهما اختلفت رؤاها و مواقفها باختلاف مواقفها وربما كان هذا الاختلاف
السبب في تجاوز هذا الموضوع والتطرق لمواضيع تستحق النقاش، أحد المشاركين تدخل
قائلا : منهجية التفكير التي ارتقينا بها هي السبب الدافع لتنظيم هذه اللقاءات
التي تحرص على الترحيب بجميع الآراء
وبالتالي تجاوزنا عقلانيا تلك الأفكار النمطية في الحكم على الآخر وفق اختياراتنا
و منظورنا الخاص، ولا أرى داعيا لمناقشة
موضوع شمولي سبق وأن تطرقنا له في عدة حوارات.إلا أن الآراء لم تتوقف عند هذه المداخلة حيث تم توضيح
المقصود بمنهجية التفكير كعائدة لتحليل الأمور والوقائع ترتكز على مستندات سواء
دينية ثابتة أو عقلانية متغيرة، أحد
المتدخلين أشار إلى أن منهجية التفكير تتغير مع تطور الوعي واستيعاب أكثر للأحداث
و الإشكاليات الفكرية فهي عند الطفل تبنى على التربية في بدايتها الأولى تعتمد النقل ثم تتقدم بتقدم
مستوى المعرفة مع الممارسة.
تشعب فروع الحوار لم يخضع لضوابط تقيده بموضوع واحد بل
كانت كل إشكالية تنحرف بالحوار إلى أخرى إلى أن قادتنا إلى موضوع الساعة التي طغى
الحديث عه بوسائل الإعلام و صفحات الفيسوك بعد أن نوقش سياسيا بأروقة البرلمان ،
إنه مهرجان موازين، ربما الآراء و المواقف المختلفة حول هذا المهرجان تقربنا أكثر
من أسلوب كل شخص و منهجيته الفكرية في تبني الموقف.
إليكم الآراء و المواقف:
1ـ بالنسبة لموقفي تغير نوع ما، السنة
الماضية عارضته تنظيم هذا المهرجان بسبب الأموال الطائلة التي تنفق عليه إضافة إلى
أن مبادئ هذا الشعب وقيمه لم يتم احترامها إذا نظرنا لمستوى الفن الذي يقدمه. هذا
لا يعني أني ضد الفن ولكن ضد مهرجانات ضخمة من هذا النوع وهناك أولويات أكثر أهمية
خصوصا وأننا نعيش على حافة الأزمة الاقتصادية فلما يتم تبذير المال العام في مثل
هذه التظاهرات؟
2ـ إن كان بالفعل هذا المهرجان لا يصرف
عليه من غير المال الخاص فلا مشكل لدي من هذه الناحية، أما الذين يقولون أنه ينشر
الانحلال فأنا لا أتفق مع هذه الفئة التي تسوق لنظرية المؤامرة لأن المشكل
بالأفراد خصوصا وأن هناك مواقع إباحية على
الانترنيت إذن فلنتجاوز التحجج بالمهرجان. كما أني أتخد موقف المعارض لسياسة
الحكومة التي وعدت بإلغاء مهرجان موازين و لم تستطع الالتزام بوعودها لمنتخبيها،
غير ذلك فأنا لا أعترض أن يقام مهرجان فني من هذا الحجم.
3ـ شخصيا أستغرب لهذه الفئة العريضة التي
توافد بالألوف إلى منصات موازين ، أي منهج تعليمي تربوي تلقوه هؤلاء الذين يضيعون
وقتهم بالساعات خصوصا فئة الشباب من الطلبة والتلاميذ وفي فترة الامتحانات هذه.
4ـ نحن لا نستطيع أن نحاسب حزب العدالة
والتنمية على فشل سياسيتهم لأنهم لا يشكلون الأغلبية وبالتالي من المنطق أن يفشلوا الوفاء بالكثير من
التزاماتهم في البرنامج الانتخابي.
5ـ أتفق مع الذين يقولون أن موازين ساهم في
نشر الإباحية وإذا لاحظتم أن السهرات التي تنقلها القناة الأولى هي لفنانين يبينون
عن صور محتشمة نوعا ما عكس ما تبته القناة الثانية لا يخلوا من مشاهد العري تتجه
نحو الإباحية.
6ـ لست ضد المهرجانات الفنية ولا ضد الإبداع
الفني بل ضد الفن الذي لا يخدم قضايانا وعلى رأسها القيم وأخلاقيات المجتمع.أعترض
على موازين لأنه لا يحترم خصوصيات الشعب المغربي ولا يحترم ثوابت وقيم هذا الشعب
وما أراه هو تهجين هويته الثقافية بسبب هذه السياسة التي تقحم الحرية في مثل هذه التظاهرات.
إضافة إلى أنه من المستحيل ألا تساهم الدولة
ماديا في تنظيمه بطريقة مباشرة أو غير مباشرة وهناك أمثلة على ذلك:
المكتب الشريف للفوسفات المساند
تجنيد الأمن المغربي
المساحات العمومية التي يحتلها ........
7ـ أنا سأحاول أن أتجاوزه من الناحية
الأهخلاقية وسأتطرق للجانب الاقتصاد والحقيقة أني لازلت مترددة ولم أحسم بعد في
موقفي، كيف يمكن أن ننتقد مهرجانا يحضره الآلاف
ويعارضون في نفس الوقت، والسؤال من يتحمل المسؤولية في عدم وعي زواره الذين
يعدون بالآلاف؟ هل هو مهرجان بيد الدولة إلغاؤه أو تنظميه؟ وهل هي السبب وراء
التخلف الفكري الذي يقود هؤلاء أم أن الشعب هكذا وهو من يرفض التغيير نحو الأفضل؟
من نتهم إذن؟
8ـ من وجهة نظري أنظر إليه من زاوية أخرى، لما يكرم الفنان الأجنبي و تمنحه
مبالغ مهمة عكس الفنان المغربي، شخصيا أراه تحقير للفنانين المغاربة.
9ـ
هناك إعلاما يروج لموازين ويعطيه هذه القيمة الكبيرة حتى يشهد هذا النجاح الذي خلق
ضجة كبيرة.
10ـ أنا من وجهة
نظري هناك سوء تدبير للمال العام المخصص للجانب الثقافي حيث يفوت ليصرف بجانب
معين، ويجب أن نطرح سؤالا أخر، مدا خيل هذا المهرجان من المستفيد منها؟ لا أحد
يتحدث في هذه المسألة ويكتفون بالحديث عن مصاريفه فقط.
11ـ بما أن وقتنا المخصص لنقاش الموضوع قد
أشرف على الانتهاء أستغل الفرصة للعودة إلى إشكالية " منهجية التفكير"
وأرى أنه تبين أن لكل واحد منكم منهجيته في اتخاذ الموقف من هذا المهرجان بعد
تفكير طويل طبعا، وكل واحد استند إلى معيار ما، ربما حسه الديني، ربما الهوية، أو
القيم، أو شقه الاقتصادي، وشخصيا هناك أولويات أكثر أهمية تحتاج إلى توفيرها و تنظيم مهرجان فني هو أخر
اهتماماتنا، لذلك اتخذت موقف المعارض، إن ارتقى هذا الشعب إلى مستوى من الوعي
والإدراك والقدرة على التمييز آنذاك فمرحبا بكل اختياراته الفنية وغيرها.
بهذه الآراء اختتم الحوار حول "
مهرجان موازين" استمرت الدردشة بعده إلى مواضيع أخرى واقترح خلالها مواضيع
للنقاش بالحصص القادمة وأحد هذه المواضيع التي تم الاتفاق عليها هي:
" الدولة من وجهات نظر مختلفة : كيف تريدها
ولما؟ إسلامية ، علمانية ........؟"