الجمعة، 31 مايو 2013

مهرجان موازين ...أراء و مواقف


 كعادتنا مساء كل الخميس نلتقي بمقهى معين لنتبادل أطراف الحديث حول موضوع أو إشكالية تستحق النقاش، مساء البارحة لم نلتزم بموضوع سبق و أن طرحه أحد الشباب المشاركون في الحصة التي سبقتها وتمت الموافقة عليه، و السبب أن الموضوع المطروح للنقاش المتمثل في " إعادة النظر في منهجية التفكير"  فرض نفسه على شكل فوضى فكرية لم يستقم حوله الحوار  رغم أن اختلاف الآراء مطلوب  كغاية أولى لهذه اللقاءات التي تستقطب كل التوجهات مهما اختلفت رؤاها و مواقفها باختلاف مواقفها وربما كان هذا الاختلاف السبب في تجاوز هذا الموضوع والتطرق لمواضيع تستحق النقاش، أحد المشاركين تدخل قائلا : منهجية التفكير التي ارتقينا بها هي السبب الدافع لتنظيم هذه اللقاءات التي تحرص  على الترحيب بجميع الآراء وبالتالي تجاوزنا عقلانيا تلك الأفكار النمطية في الحكم على الآخر وفق اختياراتنا و منظورنا الخاص، ولا أرى  داعيا لمناقشة موضوع شمولي سبق وأن تطرقنا له في عدة حوارات.إلا أن الآراء  لم تتوقف عند هذه المداخلة حيث تم توضيح المقصود بمنهجية التفكير كعائدة لتحليل الأمور والوقائع ترتكز على مستندات سواء دينية ثابتة أو عقلانية  متغيرة، أحد المتدخلين أشار إلى أن منهجية التفكير تتغير مع تطور الوعي واستيعاب أكثر للأحداث و الإشكاليات الفكرية فهي عند الطفل تبنى على التربية  في بدايتها الأولى تعتمد النقل ثم تتقدم بتقدم مستوى المعرفة مع الممارسة.
تشعب فروع الحوار لم يخضع لضوابط تقيده بموضوع واحد بل كانت كل إشكالية تنحرف بالحوار إلى أخرى إلى أن قادتنا إلى موضوع الساعة التي طغى الحديث عه بوسائل الإعلام و صفحات الفيسوك بعد أن نوقش سياسيا بأروقة البرلمان ، إنه مهرجان موازين، ربما الآراء و المواقف المختلفة حول هذا المهرجان تقربنا أكثر من أسلوب كل شخص و منهجيته الفكرية في تبني الموقف.
إليكم الآراء و المواقف:

1ـ بالنسبة لموقفي تغير نوع ما، السنة الماضية عارضته تنظيم هذا المهرجان بسبب الأموال الطائلة التي تنفق عليه إضافة إلى أن مبادئ هذا الشعب وقيمه لم يتم احترامها إذا نظرنا لمستوى الفن الذي يقدمه. هذا لا يعني أني ضد الفن ولكن ضد مهرجانات ضخمة من هذا النوع وهناك أولويات أكثر أهمية خصوصا وأننا نعيش على حافة الأزمة الاقتصادية فلما يتم تبذير المال العام في مثل هذه التظاهرات؟

2ـ إن كان بالفعل هذا المهرجان لا يصرف عليه من غير المال الخاص فلا مشكل لدي من هذه الناحية، أما الذين يقولون أنه ينشر الانحلال فأنا لا أتفق مع هذه الفئة التي تسوق لنظرية المؤامرة لأن المشكل بالأفراد خصوصا وأن هناك مواقع إباحية  على الانترنيت إذن فلنتجاوز التحجج بالمهرجان. كما أني أتخد موقف المعارض لسياسة الحكومة التي وعدت بإلغاء مهرجان موازين و لم تستطع الالتزام بوعودها لمنتخبيها، غير ذلك فأنا لا أعترض أن يقام مهرجان فني من هذا الحجم.

3ـ شخصيا أستغرب لهذه الفئة العريضة التي توافد بالألوف إلى منصات موازين ، أي منهج تعليمي تربوي تلقوه هؤلاء الذين يضيعون وقتهم بالساعات خصوصا فئة الشباب من الطلبة والتلاميذ وفي فترة الامتحانات هذه.

4ـ نحن لا نستطيع أن نحاسب حزب العدالة والتنمية على فشل سياسيتهم لأنهم لا يشكلون الأغلبية وبالتالي  من المنطق أن يفشلوا الوفاء بالكثير من التزاماتهم في البرنامج الانتخابي.

5ـ أتفق مع الذين يقولون أن موازين ساهم في نشر الإباحية وإذا لاحظتم أن السهرات التي تنقلها القناة الأولى هي لفنانين يبينون عن صور محتشمة نوعا ما عكس ما تبته القناة الثانية لا يخلوا من مشاهد العري تتجه نحو الإباحية.

6ـ لست ضد المهرجانات الفنية ولا ضد الإبداع الفني بل ضد الفن الذي لا يخدم قضايانا وعلى رأسها القيم وأخلاقيات المجتمع.أعترض على موازين لأنه لا يحترم خصوصيات الشعب المغربي ولا يحترم ثوابت وقيم هذا الشعب وما أراه هو تهجين هويته الثقافية بسبب هذه السياسة  التي تقحم الحرية في مثل هذه التظاهرات.
إضافة إلى أنه من المستحيل ألا تساهم الدولة ماديا في تنظيمه بطريقة مباشرة أو غير مباشرة وهناك أمثلة على ذلك:
المكتب الشريف للفوسفات المساند
تجنيد الأمن المغربي
المساحات العمومية التي يحتلها ........

7ـ أنا سأحاول أن أتجاوزه من الناحية الأهخلاقية وسأتطرق للجانب الاقتصاد والحقيقة أني لازلت مترددة ولم أحسم بعد في موقفي، كيف يمكن أن ننتقد مهرجانا يحضره الآلاف  ويعارضون في نفس الوقت، والسؤال من يتحمل المسؤولية في عدم وعي زواره الذين يعدون بالآلاف؟ هل هو مهرجان بيد الدولة إلغاؤه أو تنظميه؟ وهل هي السبب وراء التخلف الفكري الذي يقود هؤلاء أم أن الشعب هكذا وهو من يرفض التغيير نحو الأفضل؟ من نتهم إذن؟

8ـ من وجهة نظري أنظر إليه من زاوية أخرى، لما يكرم الفنان الأجنبي و تمنحه مبالغ مهمة عكس الفنان المغربي، شخصيا أراه تحقير للفنانين المغاربة.

9ـ هناك إعلاما يروج لموازين ويعطيه هذه القيمة الكبيرة حتى يشهد هذا النجاح الذي خلق ضجة كبيرة.

10ـ أنا من وجهة نظري هناك سوء تدبير للمال العام المخصص للجانب الثقافي حيث يفوت ليصرف بجانب معين، ويجب أن نطرح سؤالا أخر، مدا خيل هذا المهرجان من المستفيد منها؟ لا أحد يتحدث في هذه المسألة ويكتفون بالحديث عن مصاريفه فقط.

11ـ بما أن وقتنا المخصص لنقاش الموضوع قد أشرف على الانتهاء أستغل الفرصة للعودة إلى إشكالية " منهجية التفكير" وأرى أنه تبين أن لكل واحد منكم منهجيته في اتخاذ الموقف من هذا المهرجان بعد تفكير طويل طبعا، وكل واحد استند إلى معيار ما، ربما حسه الديني، ربما الهوية، أو القيم، أو شقه الاقتصادي، وشخصيا هناك أولويات أكثر أهمية كثرأببب تحتاج إلى توفيرها و تنظيم مهرجان فني هو أخر اهتماماتنا، لذلك اتخذت موقف المعارض، إن ارتقى هذا الشعب إلى مستوى من الوعي والإدراك والقدرة على التمييز آنذاك فمرحبا بكل اختياراته الفنية وغيرها.

بهذه الآراء اختتم الحوار حول " مهرجان موازين" استمرت الدردشة بعده إلى مواضيع أخرى واقترح خلالها مواضيع للنقاش بالحصص القادمة وأحد هذه المواضيع التي تم الاتفاق عليها هي:

 " الدولة من وجهات نظر مختلفة : كيف تريدها ولما؟  إسلامية ، علمانية ........؟"

الجمعة، 24 مايو 2013

كيف يمكن التعامل مع كافة التوجهات المختلفة إذن؟ تجارب شخصية و مواقف لمجموعة شباب ..

سوق الأفكار بمقهى سعيدة " مولاة المسمن" بات محجا أسبوعيا للشباب الذين تعودوا على ارتياده،الساعة تشير إلى السابعة مساء حين وصل أول المشاركين بهذا الحوار الفكري الممتع الذي يشكل بمثابة سوق لعرض أفكار و تلقي أخرى دون تمييز أو اعتراض أو تحيز لتوجه فكري معين للأشخاص المتحاورين.

الحديث كالعادة بدأ بدردشة مفتوحة  قبل الإجماع على موضوع معين، اقترح أن يكون موضوع الحوار تتمة للقاء الفارط الذي كان تحت عنوان " الفكر الديني المتجدد " بحيث يتطرق للشق التطبيقي المتمثل في كيفية الممارسة، هنا جاءت مداخلة تقول : النقاش بهذا الجانب سيدخلنا في مسألة المسلمات ونحن في غنى عنها وربما سيقحمنا في مناقشة الحريات الفردية  بشكل قد ننصب به انفسنا كأننا نحن من نمتلك الحق.

حسنا، هل سيكون الموضوع هو كيفية توحيد الصفوف ليحملنا الموضوع إلى الخوض في الحديث عن نوعية هذا التوحيد ؟ الدين؟ القيم؟ أم الأهداف و الغايات والقضايا ؟ للإشارة موضوع تمت مناقشته آنفا.

كيف يمكن التعامل مع كافة التوجهات المختلفة إذن ؟ كان هذا السؤال الذي دفع أحد المشاركين إلى اقتراح عرض تجارب الشباب الشخصية داخل المجتمع والتي ساهمت في بناء شخصياتهم والتغيرات التي حدثت على مسار و توجه كل منهم، نسترسل بعضها في اختصار:

1ـ الطبيعة الدينية للمجتمع تعلمك أن أي شخص لا ينتمي لنفس توجهك الفكري أو العقائدي يشكل بالنسبة لك مصدر خطر، مثلا الملحد الذي لا يؤمن بالله هو لا يخافه وبالتالي يمكن أن يقوم بأي شيء ( أي سلوك عدواني ). لكن بعد تعرفي على ملحدين و تعاملي معهم، رغم عدم إيمانهم بأمور كثيرة كالآخرة والجنة و...لكنهم يحترمون الإنسانية وبذلك تغيرت نظرتي لهم فأصبحت أرى أن خدمة الإنسانية أسمى من خدمة الدين.

2 ـ منذ صغري وأنا أسمع هذه الأقوال : الخارج عن الجماعة شيطان ــ وإذا عمت هانت ـ المرأة  الغير متحجبة لا  تستحق الاحترام، بعد هذا كله بدأت بالتمرد والبحث وقراءة الكتب وأصبحت أومن بحرية الفرد خاصة السياسية باعتبار " المصلحة العليا للوطن هي الجامع" لكن سرعان ما أخذت ابحث عن صياغة جديدة لهذا المفهوم ، هل هي مصلحة الأشراف أم الفئات العليا بالوطن؟

كنت من قبل استمع مثلا لبعض الشيوخ  واخد ما يقولون واحترمهم لدرجة تقترب من التقديس ثم اكتشفت من بعد أنهم يسقطون في بعض الهفوات وأن ليس كل ما يقولون صحيحا وبعض أفعالهم لا تنطبق مع أقوالهم ثم توصلت إلى أنه يجب أن أغير أفكاري النمطية وأستمع وأحترم جميع الناس.

3 ـ من قبل لم أكن مهتمة ببعض الأمور كارتداء الحجاب ولم يكن هناك أصلا من ينصحني بارتداء الحجاب، حتى والداي كانا يحرصان على أن أهتم بدراستي فقط و أحسن علاقتي  بالناس ، فيما بعد بدأت أستمع لبرامج وتعرفت على بنات جدد فقررت الالتزام شعرت بذلك الاقتراب من الله خصوصا بعد أن التزمت بالحجاب. إضافة إلى نظرتي للملتزمات بالحجاب كنت أعتقد أنهمن يتميزن بحسن الخلق وأن الغير متحجبات يشكلن خطرا على المجتمع. بعد الالتزام فكرت بعلاقاتي بالناس والأصدقاء كانت أفضل قبل الحجاب، بعد مروري فترة زمنية معينة بشكل مختلف تماما،  تعرفت على عقول جديدة أخذت بعدها أراجع أفكاري بين الخطأ والصواب حتى لو كان مصدرها دعاة متعمقون بأمور الدين. بعد كل ما خضت من  تجارب  عديدة في علاقاتي و نظرتي للأمور أصبحت قادرة على التمييز وأدركت أن الخلق وحسن السلوك لا علاقة له بالحجاب، وليس كل متحجبة ذات خلق وليس كل من لا تلبس الحجاب لا تستحق الاحترام.

4 ـ   بمرحلة الطفولة كنت أعتبر جدي قدوة لي خصوصا أنني تشبعت بأفكاره حول التسامح وحسن معاملة الناس بغض النظر عن الاختلاف. التفكير في هذه المسألة رافقني إلى سن هذا ، أنظر لزملاء الآن كيف ينتقصون من قدر كل من هو أدنى منهم، كمعاملة بعض الأطباء للعاملين و خصوصا عاملات النظافة، هذا التعامل والنظرة الدونية لهؤلاء الأشخاص تقلقني وتدفعني إلى نبذ الطبقية و استنكار هذا التصنيف الطبقي، لا اخذ الناس بمستواهم الاجتماعي بل لشخصياتهم وخلقهم، فمهما كان الإنسان فإن بداخله بذرة خير.

5 ـ كبرت بحس قومي بحكم الوسط العائلي ، كنت أتعرض للقمع أحيانا بمجرد طرح سؤال أكبر مني وهذا القمع أعتبره إجهاضا للتفكير الإبداعي منذ الطفولة، في حين كنت مجبرة على الاستماع لحوارات أكبر مني بالفكر والسياسية وتتبع الأخبار، تشبعت بأفكار ذات نزعة قومية فأصبحت متعصبة للقومية العربية والارتباط بالتاريخ العربي وبالقضايا الراهنة كقضية فلسطين خصوصا وأن هناك أستاذ اعتبرته الأب الروحي، رسخ بداخلي تلك الأفكار، كنت أشعر بكره شديد للغرب و لليهود وأعتبرهم أعداء، وفي مرحلة المراهقة كنت أجر للانسياق مع الحركات ذات التوجه الإسلامي ، لكني رفضت وغالبا ما كنت اكتم مواقفي تجاوزا. تعلمت بعد دراستي قراءتي للعدد من الكتب وتتبعي للأحداث الأخبار وغيرت نظرتي لغرب ولليهود أيضا وأصبحت قادرة على التمييز بين المخطئ الحقيقي، والعدو والخائن...

بمرحلة المراهقة عشت نوع من الغربة والانعزال خرجت منها تدريجيا بعد التحاقي بالجامعة، انفتحت على كافة التوجهات و وجدت نفسي متحررة لا أخضع لأي توجه، تعرفت على المتشددين والملحدين وحاورتهم وشعرت بأن مستوى الحوار لدي أصبح راقيا لم أعد أمارس الإقصاء أو القطيعة بل أستمع لكافة الأفكار وإعطاء فرصة للأخر للتعبير عما يؤمن هو به والحكم عليه وفق قناعاتي التي أحرص على أن تكون سليمة ، طريقة أعتقد أنها مريحة وتعطي نتيجة.

في الجانب السياسي كلما كان هناك قضية مختلف فيها،  أعمد إلى  وضع نفسي في محل الطرف والطرف الآخر المختلف معه وأنظر من زوايا مختلفة فأدركت أن كل واحد يراه الصواب، فأنسحب وأنظر إلى الأمور بشمولية أحاول من خلالها أن أستسيغ موقفا وسطيا يوحد الأطراف.

ليس لدي إشكال مع أي شخص كيف ما كان توجهه الفكري بالنسبة لي كل فرد يستحق الاحترام، والأهم أن يكون الشخص متشبع بالقيم الإنسانية.

6ـ كبرت في عائلة تعرف توجهين متعارضين اشتراكي يساري و إسلامي وكنت بذلك أنصت للاثنين، هذا التعارض قادني إلى التعارض قادني إلى المقاطعة، لا خير في اليمين ولا اليسار ولا حتى الدين.قررت ألا أصلي ولا أومن وأن أمور كثيرة كانت مجرد مصالح يستغلون الدين لقضائها، الأسئلة التي كانت تطرح جعلتني أتمرد على كل شيء، بدأت أقرأ كتب الطابوهات، تولدت لدي أفكار راقية ورائعة رغم أني كنت أحس بوحشة داخلية ، وفي نفس الوقت كنت أكره بشدة أصحاب اللحى وكل من يدعي التدين أو يتحدث في الدين.

بعد عامين من الإلحاد بدأت أومن أن الحق نسيبا يمكن أن يكون عند جميع الأطراف والحقيقة ليست مطلقة طبعا، أخذت أقرأ وأبحث وأكتشف، فتراجعت عن الإلحاد وإنكار وجود الله وصحة الدين، آمنت بالحرية الفردية وأن لكل واحد توجه يخصه ولي توجه وأفكار أدافع عنها.

7ـ سياسيا كنت مع العدليين باعتبار أن النظام لا يحترم  ما جاء  الدين من مبادئ وأنه يستغله لأجل مصالحه، ثم انتقلت للطرق لقضية الأمازيغ بحكم انتمائي وأن المشكل نابع من العرب، والأقرب منهم إلي هم الاشتراكيون واعتبرت  كل اشتراكي يساري هو أخي يحمل نفس قضيتي الإنسانية، وغيره يخلق لي نوع من التعارض والتصادم.

بعد ذلك اكتشفت أن التعصب لهذا التوجه يتعارض مع مبدئنا الإنساني، فوضعت الإنسانية أولا لا التوجه.

مررت من مراحل: الخجل إلى الخجل إلى الالاخجل. كنت أريد أن أصبح غنيا بعد الشعور بالخجل من الفقر، هذا الطموح قادني إلى خجل آخر المتمثل في الطبقية التي تميز الأغنياء على حساب الطبقة الفقيرة فأصبحت أخجل من هذا الحلم لأن الأغنياء مجرد لصوص انتهازيون خصوصا إن كانوا سياسيين فثرواتهم هي تكديس من السرقات ونهب أموال الشعب. خجلت من هذا التمني وتوصلت إلى قناعة داخلية أنني أعتز بانتمائي لهؤلاء وأحارب لأجل والانتصار لأفكار ترقى بالإنسانية.

8ـ على ذكر التعصب والقومية،  إنا ضد أي دولة تقوم على القومية كيف ما كانت وأقول أنه يجب أن يحترم الفرد كيف ما كان داخل المجتمع والبلد الذي ينتمي له وأن ينال جميع حقوقه القانونية المنظمة، وأشير هنا لمثال " دولة إسرائيل" لو أن اليهود انصهروا داخل المجتمع العربي لكان أفضل لهم لكن المشروع القومي للصهاينة يبطل شرعية الدولة العبرية على أرض فلسطين.

في اخر الحوار الذي استمر أكثر من ساعتين من الزمن تم اقتراح مواضيع تستحق النقاش.

صناعة الإنسان من الطفل إلى القائد.
إعادة النظر في منهجية التفكير.

                                                                                   مقهى سعيدة مساء  الخميس 23 ماي 2013

 مراكش




السبت، 11 مايو 2013

الفكر و الخطاب الديني ومطلب التجديد ؟ لقاء سوق الأفكار هذا الخميس 09-05-2103

 

الساعة تشير إلى السابعة و النصف مساء موعد  حواري اخر للشباب الذين اعتادوا أن يترددوا على  اللقاء الأسبوعي سوق الأفكار، و الموضوع الذي افتتح كان تساؤلا قبل أن يناقش كإشكالية العصر، تجديد الخطاب الديني أهو إعادة تأويل التعاليم الدينية أم إعادة النظر فيما جاء بها ؟

مداخلة جاء بالسؤال المباشر: لماذا تجديد الخطاب الديني أصلا ؟

فينطق اخر بعد أخد الكلمة : " الغاية منه هي مواكبة التقدم العلمي و التعامل مع التكنولوجيا مع المحافظة على معاملاتنا الإسلامية . "

يضيف الاخر أن الشيوخ الذين يدعون إلى عدم ركوب السيارات لكونها ليست من عهد الرسول صلعم ما بالك بعض السلفيين الذين يفتون بأن الأنترنيت حرام ، أو من يعتبرنا متطرفين لكوننا لا نصاحف باليد النصارى يرد آخر.و إضافة إلى عدم الاختلاط،  فيتدخل آحر في هذا المنبر متسائلا:

ما موقف الإسلام منه ؟

يتدخل أحدهم فيقر أن الأئمة لا يتطرقون لمثل هذه المواضيع، لمثل هذه القضايا، فهم متشبتون دائما بالعبادة ...  مما يستدعي تجديدا خطابيا دينيا.. ليقسمه أحدهم إلى اثنان:

- خطاب ديني سياسي تابع للدولة: السلطة و الاستبداد

- خطاب ديني مستقل: تابعيه منهم من يمجد الماضي و منهم من ينفتح على العالم الخارجي .. في هذا المستوى يتدخل أحدهم قائلا: " مشكلتنا أننا حتى في الانفتاح نعمل 100 ب100 عاطفتنا "

إذن : هل التجديد يتطلب إعمال العقل أم العاطفة ؟

-          إعمال العاطفة هو سبب كثرة الديانات

-          إن أعملت العقل كثييييرا قد تسقط فيما لن يرضيك

تتضارب الأفكار، أصحاب الموقف الأول يدافعون عنه بأنه لو استعمل العقل و المنطق لأقنعنا العالم بالإسلام و لما تعددت الديانات. أما أصحاب الموقف الثاني فيبررونه بأن هناك مسلامات لا يجب النقاش فيها ..

== الحل هو : قراءة جميع المواقف، الاستماع إليها، إعمال العقل ثم الحكم عليها .. هذا بإعمال العاطفة نسبيا لأن من الأمور ما تحسم بالعاطفة ... فحتى أقوال الله سبحانه و الرسول سلعم تحتاج للتأويل لكونها تحمل عدة معاني

 و من يجدد ؟

نحن بكثرة أسئلتنا، بطرحنا لها خاصة مع وسائل التواصل الحالية .. فنحن إذن أسس التجديد و الباقي أي الأجوبة تبقى لأهلها ..

الحلول ؟   

متدخل يربطه بالمعرفة هي السبيل الوحيد للتجديد بالنسبة إليه ،

آخر يرى أن القرار يتعلق بثلاث مسائل:

 ــ  العاطفة

ــ  الغاية 

ــ الموقع الاجتماعي و المستوى الفكري للإنسان ..

 

رأي آخر يدعو إلى اجتناب النمطية ، شيخ أو مجتهد في الدين قد تصح  آراؤه و قد تخطئ ، عدم تقديسه إن صح قوله مرة أو اثنان حتى و إن كان عقلاني ...

الساعة تشير إلى التاسعة و الربع والاختتام جاء بالسؤال :

ما خطوات التطبيق على أرض الواقع ؟   هو موضوع لقائنا القادم ، فانتظرونا ...

الخميس، 2 مايو 2013

ابدا التغيير من نفسك …...لقاء سوق الافكار ليوم الخميس 02 ماي 2013



ابدا بنفسك كيف ؟!
كان هذا احد الاسئلة التي طرحت في نهاية لقاء الاسبوع المنصرم و افتتح بها  نقاش اليوم  المنعقد كالعادة  في احدى المقاهي الشعبية البسيطة التي اختارها مجموعة من الشباب ملجا لمناقشة افكارهم و استسقاء اراء من مشارب مختلفة
افتتح الحوار من طرف احد المشاركين على الساعة السابعة مساء و دام قرابة الساعة و النصف , حيث ذكر الحاضرين الجدد بنبذة عن ما تم تداوله خلال اللقاءات السابقة وصولا الى موضوع اليوم ابدا التغيير من نفسك !ما السبيل الى ذلك ؟
اول متدخل اكد على ان البداية بتغيير الفرد لنفسه امر بديهي و بما ان فاقد الشيء لا يعطيه فيستحيل ان يستطيع شخص تغيير مجتمعه اذا لم يغير نفسه مستشهدا بقول بيل غيتس :"قبل ان تغير الغابات الاستوائية ابدا بغرفتك '
في حين عمد مشارك اخر الى طرح الجدل الفكري القائم بين كل من العروي و الجابري وتعريفيهما المختلفين للمثقف :
ففي الوقت الذي يدعو العروي الى مثقف النخبة  بمعنى تكوين مثقفين مشهورين يناضلون من اجل مكانتهم ويؤثرون في المجتمع من خلالها ,يشدد الجابري على ضرورة تكوين  مثقف عضوي  فاعل داخل المجتمع يوثر في الناس عن طريق انضوائه رفقة مثقفين اخرين تحت لواء مؤسساتي ( حزب ,جمعية ….) مؤطر للمشاكل عن طريق وضع منهجية و امد لتحقيق التغيير المنشود
و اضاف المتحدث ان التغيير يبدا من الشخص نفسه ليشمل بعد ذلك اطارا اوسع بغض النظر عن المثقف الانتهازي الذي يحتفظ بتغييره لنفسه و بالتالي يكون تطور مجتمعه شبه منعدم .
راي اخر يرى ان الطبقة الفقيرة غير قادرة على انتاج مثقفين عضويين لانها قائمة على تربية هشة تعزز الانانية و الدفاع عن المصالح الشخصية فقط
فيما اشارت مداخلة اخرى الى ان الافكار بنتائجها لا بنواياها فالمثقف لا يكفي ان تكون لديه نوايا التغيير فقط بل يجب ان يترجمها الى نتائج ملموسة على ارض الواقع مما يفسر التهديد الذي لطالما  طال المثقفين العضويين امثال بنجلون و بنبركة …
و في نفس السياق اكد متدخل اخر ان التغيير لا يجب ان ياخذ بمعناه الفضفاض ليطال كا المجالات دفعة واحدة بل يجب ان يحدد الشخص مجالا للتغيير وفق اسلوب و منهج واقعيين .
وجهة نظر اخرى اكدت على ان التكويت الاكاديمي و المهارات الشخصية لا تكفي للتغيير و ان اهم شرط لتحقيقه هو النية الخالصة و الرغبة الشديدة في تحقيقه و الايمان بضرورته
مداخلة اخرى اكدت على ان المثقفين لا يزالون غارقين في مرحلة التنظير في حين ان المجتمع في حاجة لاشخاص يعطون اشياء عملية واضحة و يحثون باقي الفاعلين على توظيف مهاراتهم من اجل التطور
كمكمل لهذه الفكرة جاء راي متحدث اخر دعا الى الوسطية بين التنظير و العمل فلا نسرف في احدهما على حساب الاخر
جاءت فكرة’ التفكير الشبكاتي’ او ما يصطلح عليه’ التاشير على العلم’ لتنحو بالمشاركين نحو بعد اخر للموضوع ,انطلق المتدخل من مبدا الاختلاف بين الناس و مهاراتهم و اننا في تطلعنا نحو التغيير لا نصبو الى تكوين نسخ متشابهة بل اشخاص مبدعين و منتجين في مختلف الميادين و اقترح ان يؤطر كل  شخص ثلاثة اشخاص في نفس مجاله و يتجه بهم نحو الابداع ويؤطرون هم بدورهم اشخاصا اخرين ثم يتبادل خبرته مع اشخاص في مجالات اخرى مستشهدا بقول الرسول صلى الله عليه وسلم :"خيركم من تعلم القران و علمه "
انتقل الحديث بعد ذلك الى الفاعلين في التغيير و كيف ان الجميع يتحمل مسؤوليته بدءا بالمنظر ووصولا الى الفلاح و هنا يتجلى دور المثقف الذي يعنى بتحصين و تاطير ما يناضل الشعب لاجله يشرح الاباب و الاهداف المرجوة و يفاوض للحصول على وطالب الشعب ,ة بالتالي فالتغيير ليس حكرا على المثقفين فحسب و على سبيل المثال لا الحصر جاو ذكر اسم ’جيفارا ’ كاحد ابرز المناضلين وغم انه لم يكن احد المثقفين البارزين ثم عاد المتدخل ليؤكد على دور المؤسسات في التغيير فهي صلة الوصل بين المثقفين العضويين  و الناس المستعدين للتغيير من احل تبادل الافكار و متابعة التغيير و تجاوز الذاثية و الانتهازية فكلما كانت المؤسسة منظمة كلما طال امد حياتها .
مداخلة اخرى سلطت الضوء على سبب اخر يعيق التغيير هجرة الادمغة ! لماذا يحقق المغاربة نجاحا اكبر في المهجر ؟
الدول المتقدمة وضعت قوانين تلتزم بها و تصر على تطبيقها مما يعينها على تحقيق النهضة و هو الشيء المفقود لدينا حيث نحذو حذو الاخرين في خرق القوانين و التملص من المسؤوليات ,كل شخص ينساق مع الاخرين وفق قوانينهم و هو ما يؤدي اما للنجاح او الفشل
في حين اعزى مشارك اخر هذه الهجرة الى طريقة تعامل الدولة مع مبادرات هؤلاء الافراد مما يثبط عزائمهم و يؤدي بهم الى العزوف عن خدمة مجتمعهم
المجتمعات الغربية رسخت قوانينها في اجيالها الصاعدة و حولتها الى عادات يتربى عليها الافراد حسب راي اخر
و هو مادعمه قول اخر ان التربية تلعب دورا اساسيا في التغيير و اعطى مثال الصحابة الذين انتقلوا بقريش من مجتمع منحل الى مجتمع زاهد و اكد ان ايمانهم برسالتهم جعلهم يحققون مطلبهم .
انتقل الحديث بعد ذلك الى نظرة الافراد الى الثقافة فالفرد لم يعد يرى حاجته الى ان يثقف نفسه في الجانب الفكري و الادبي بقدر حاجته الى دراسة العلوم ليحصل راتبا اعلى
في حين اكدت مداخلة اخرى دور المجتمع في هذا التوجه حيث يفرض نمط عيش و مستوى رفاهية بمهن بحذ ذاثها و هو ما لا يتوافق مع الحقيقة و يدفع الافراد الى نهج سلوكيات مستنكرة للاستجابة لهذه التطلعات وهو ما مهد لطرح تساؤل حول ما يفعله كل شخص للتغيير قبل ان يطالب الاخرين بنهجه ؟
في هذا الاطار اشاد متحدث بضرورة وجود جيل يضحي من اجل الاجيال التي تليه و ان التغيير يبدا من الفرد الى الاسرة ثم الى المجتمع الذي هو عبارة عن مجموعة من الاسر التي تعيش في نفس الموقع الجغرافي و لها عادات و تقاليد مشتركة
و هو ما اثار تساؤلا اخر حول مكان انطلاق التغيير داخل الهرم المجتمعي ؟ من القاعدة ام من القمة ؟ الاجابة  اكدت على ان البداية يجب ان تكون من الوسط للتغيير في الجهتين و تكون في نفس الوقت حماية للطبقات المستضعفة وحثها على الالتزام بالتغيير .
متدخل اخر لراى ان الملتزمين بالتغيير اذا ما تمسكو به  بشدة ينزعون الى الانعزال عن المجتمع محاولين بذلك خلق نمط خاص بهم .
قبل التمكن من عرض فكرة جديدة تحول اللقاء الى احتفال مفاجئ بعيد ميلاد احد الحاضرين و هكذا انتهى لقاء اليوم مغايرا للمعتاد و عوضت الافكار بمتمنيات وقالب حلوى …