افتتح اللقاء الأسبوعي لسوق الأفكار بكلمات الترحيب
بالمشاركين الجدد، وتم التعريف بطبيعة هذا اللقاء و أهدافه و التذكير بمبدأ الحوار
الذي يتمثل في عدم التعقيب و المقاطعة وعدم توجيه الخطاب لفرد معين لتفادي
الحوارات الثنائية و تحقيق الهدف الأساسي لهذا النشاط وهو ضمان حق المشارك في
التعبير عن رأيه بكل حرية وعرض أفكاره أيا
كانت طبيعتها دون انتقاد أو رفض و الاقتصار على
إبداء الاختلاف.
الموضوع الذي اختير لهذه الحصة، كان هو:
الدولة من وجهات نظر المشاركين المختلفة ....
أراء المشاركين كما عبروا عنها في مداخلات مختلفة حاولنا تقديمها في
الفقرات التالية:
·
البعض يعتقد أن الدولة
هي مجرد جهاز يقتصر فئة معينة من المسئولين، يقوم بحفظ الأمن وتسيير الأمور
والتحكم فيها، إن عدنا قليلا للوراء ونظرنا من المنظور الماركسي كيف تكونت هذه
الفئة مثلا سنجد أن المجتمع الإنساني ظهر بطبيعته البدائية و وسائل التعامل
مع الطبيعة كانت وسائل جد بسيطة، إن أخدنا
مسألة الصيد على سبيل المثال قد كانت هناك فئة قليلة من تمارسه وتغطي حاجيات
العشيرة ونفس الشيئ بالنسبة للزراعة إلا أن هذه الأخيرة كانت هناك فئة مداومة على
ممارستها في الوقت التي تستغني مجموعة أخرى تدخر المحاصيل التي تكفيها لسنين عديدة
وتعمل على استغلال الفئة الأخرى الفقيرة ومن هنا ظهرت أول بوادر التفرقة و ظهور الطبقية في المجتمع الإنساني
طبقة غنية و أخرى طبقة شغيلة فقيرة.
مع تطور الإنتاج و تطوير الصناعة احتكرت الطبقة الغنية وسائل
الإنتاج و استغلال الثروات
الأرضية والانفراد بالتحكم و الإدارة.
ظهور التفاوت الطبقي هذا أدرة إلى نشوء صراع بين الطبقيتن جعل
الطبقة البرجوازية تتحكم
أكثر في مصير الفقراء تهمش نشر التعليم و المعرفة وتدعم
الأفكار الخرافية والتقاليد في
أوساط الطبقات الفقيرة لتبقى تابعة لها خانقة ترفض
التطور و التغيير في حين تبقى الطبقة
الغنية هي المسيطرة.
·
هذا تحليل تاريخي ، لكن في خضم هذا الطرح حول الدولة نريد حلا
مبررا، ونموذجا للدولة التي تحل جميع مشاكل الشعب .
·
لذا أقول الدولة هي تعبير عن الطبقة المسيطرة وأرى ان الحل هو
الرضوخ لمطالب الطبقة الفقيرة وهذا لا يمكن تحقيقه إلا عبر ثورة.
·
لا يمكن انتقاء نمودج
الدولة إلا عبر التحليل التاريخي لمراحل تنشئتها طبعا إلى غاية بلوغ مفهومها
الحالي.
·
أعتقد أن أهداف
الشيوعية التي تشير لها في طرحك والتي تتمثل في الحرية والعدل و المساواة
هي نفسها
أهداف القومية والليبرالية و الإسلامية، إن نظرت في المطالب فستجد أنها هي وهي
نفسها الأهداف التي تنادي بتحقيقها لكن قبل أن تأتي بكذا نموذج وتسقطه على مجتمع
معين
أرى أنه لابد من دراسة هذا المجتمع والنظر في متطلباته دون إعطائها صبغة
علمانية أو
إسلامية، يجب أن تكون إقامة الدولة على أسس ديمقراطية ، دولة مؤسسات
تخدم المواطن
وتسعى إلى تكوينه وتعليمه ليكون هو المسئول عن اتخاذ القرار واختيار
التوجه الذي يقنعه.
شخصيا أتبنى
العلمانية لأنها تعطي مساحة كبيرة للحريات الفردية، حرية الاعتقاد و تميز بين
الأعراق
لعرق أو جنس أو معتقد.
وأتبنى الاشتراكية
لأنها تخلق نوع من التكافؤ الاجتماعي الاقتصادي
والعدالة المساواة سواء
في الجانب الاقتصادي أو حتى السياسي.
·
بالنسبة لي لا مشكل لي مع طبيعتها ولا مع التسميات علمانية أو
إسلامية لا يهم لأننا غالبا ما نرى أنها
ترفع نفس الأهداف ثم أن سياستها و مدى تحقيق أهدافها و وعودها للشعب هي الأمور
الكفيلة بان تبين لنا مدى مصداقيتها والأمر لا يتعلق بطبيعة الدولة، في كلتا
الحالات أحث على الوعي والمعرفة وتعليم الفرد لأنها أسس التقدم.
·
لا أعتقد أن كل
التوجهات تنشد الأهداف نفسها، فإذا لاحظنا أهداف الإسلاميين مثلا فجميعها متعلقة
بالدين يعني أن التحرر مرتبط بالواجب الديني للأفرا ومن خلال تطبيق تلك الواجبات سنبلغ المجتمع الإسلامي
المنشود المتحرر و الواعي وهذا يتعارض مع الرؤية العلمية لأنها هذه المنهجية لن
تصل بنا إلى مستوى العيش المطلوب والنهوض بالمجتمع الفقير، هنا أفضل النهج الشيوعي كما أشار الزميل في مداخلته، و لا بد من تعميق
الإصلاح رغم أني لا أراه حلا ناجعا والسبب أن الدولة الدينية لن تتخل عن بعض
مواقفها ولن تتنازل وهذا مايؤدي في غالب الأحيان إلى تفجر ثورة لانصاف الطبقة
الفقيرة المسيرة وهي من يجب أن تقود هذه الثورة لتحقق العدل لنفسها و المساواة.
·
كل دولة لها جهاز سلطوي تمارس من خلاله القمع على معارضيها
ولكل ظرف وسائل للمعارضين لتحقيق مطالبهم وإذا راجعنا التاريخ سنجد أنها عدد من
الدول شهدت ثورات شعبية ضد الإظطهاد.
الدولة لابد أن
يكون لها مؤسسات ديموقراطية يمارس من خلالها الشعب حرياته ليسير نفسه بنفسه،
وهناك
مثال للخدمات العمومية التي لا تستطيع الدولة توفيرها من خلال هذه المؤسسات ذات
الملكية
الخاصة، قطاع الصحة؟
وهنا أطرح سؤال هل
الدولة الرأسمالية التي تدعي الديمقراطية تترجم تطبيق كل الوعود النظرية
التي أسست
لأجلها؟ هذا يدفعني لأنادي بخيار التأميم و هو خيار اشتراكي.
·
الدولة نتاج تعاقدي بين
الأفراد بحيث يتم التعيين من قبل الأفراد عن طريق التصويت، وبالطبع لما تسلم
السلطة لهيئة سياسة ما فهذا بإرادة الأفراد و بالتالي هم من عليهم تحمل فشل أو
نجاح الدولة.
·
شخصيا أركز على الوعي، لابد من توعية الأفراد ليختاروا هم من
يمثلهم و يسيروا أمورهم ، بالنسبة للرأسمالية فهي عاليمة ولا تخص دولة معينة
والأمثلة عن الصراع الرأسمالي الإشتراكي كثيرة. أهدافنا جميعا سواء كنا إسلاميين،
علمانيين أو شيوعيين هو الحرية ، العدالة،
والعيش الكريم، إذن كيف نستطيع أن ننهج نحن طريقا يوحدنا لتحقيق الأهداف المشتركة.
·
إن تحققت حقوق الأفراد
لن تكون الدولة مجبرة على وضع أجهزة مراقبة ولن يكون الأفراد و أطر المؤسسات كذلك
معرضين للمراقبة حرصا على التطبيق.
أنحاز للخيار العلمانية فالعلمانية هي الكفيلة بضمان الحريات
الفردية للأفراد و حرية ممارسة
شعائرهم الدينية.
·
إذا حللنا تاريخيا
النظام المغربي سنجد أنه استمد شرعيته عبر مراحل تاريخية، ولم يعد باستطاعتنا
التحكم فيها، و بالنسبة للوجهات الحالية فليس كل فرد من اخار توجهه عن قناعة
وبالتالي أي فكر وأي منهج يتبناه هذا الفرد؟ والسبب في ذ1لك هو الجهل و عدم الوعي
وغياب حس المسؤولية.
شخصيا أؤيد خيار الدولة الإسلامية وأرى أنها جامعة تظم مجتمعا
يسوده التضامن لأن كل
قول أو عمل يربط الفرد بربه وهناك قيم إسلامية تحث على
التعاون والإتحاد والتضامن.
الإسلامي الفكر
أو المسلم يؤمن بأن الفرد تربطه علاقة إيمانية مع الله في حين أن العلمانية
تعطي الحرية
المطلقة في الممارسات حتى في المواقف
الغير مفهومة.
·
أضم صوتي إلى أصوات
الإخوان الذين يطالبون بدولة إسلامية وهذا لا يعني أن الدولة الإسلامية ستفرض
ممارسة الشعائر الدينية و الواجبات قبل أن تضمن حقوق الأفراد و توجه المجتمع، كما
أرى أن أساس كل هذا هو ثورة فكرية.
إذا
همنا الإسلام جيدا و جوهر الدولة الإسلامية ستنجد أنها تضمن المبادئ العليا
للاشتراكية
والعلمانية
·
لا أعتقد بما قلت، أرى العكس.
·
15أولا، الذي يتبنى الفكر الشيوعي
الماركسي هل اختار هذا التوجه بعد دراسته للتغيرات التاريخية فقط؟ لما لم يدرس
تجربة الخلافة الإسلامية؟ دين الإسلام ليس أن تقول إني أومن بالله و أحب الرسول
فقط، الإسلام هو العلوم الشرعية من القرآن والحديث و مجموعة من القيم والمبادئ
التي تخدم الإنسان.
·
16 ـ ألاحظ تطورا في الأفكار، من قبل لم تكن تسمع بمن ينادي
بالدولة الإسلامية ويحترم العلمانية أو الشيوعية كما أسمع الآن.
·
فيما يخص الخيار
السياسي، أعتقد أن المسئول السياسي إن كان استغلاليا انتهازيا فيستغل ثقة الشعب
سواء كان إسلامي الفكر أو علماني. وأرى أن الدولة الإسلامية أفضل لأني أرى
بالإسلام كل مقومات الدولة الناجحة، إلا أن الظرفية تحتم علي أن أنادي بتحقيق
العدل و المساواة و خدمة المواطن كيف ما كنت طبيعة الدولة المهم أن تحقق الأهداف
المنادى بها.
·
أختلف مع الإسلاميين، وأرفض الدولة الإسلامية
وهذا الموقف اتخذته بعد تحليلي للواقع الذي يقر بوجود تفاوت طبقي، الإسلام يعطي حق
الملكية الخاصة لوسائل الإنتاج مما يعزز سيطرة الطبقة الغنية وهذا أمر مرفوض
يتنافى مع قيم العدالة والمساواة داخل المجتمع بين كل مكوناته.
يجب أن نفرق بين الإسلام كدين والإسلام السياسي، لأن الدراسة
العلمية تبين أن هناك
استغلال الدولة الدينية التي تمنح حرية التملك للكبار و
بالتالي تقوية نفوذ سيطرتهم على
الإقتصاد.
·
بالنسبة
للحكومة الحالية هل تم تشكيلها بطريقة ديموقراطية؟ لا أعتقد فهذه الدبلوماسية كانت
صورية لمجتمع متخلف لا يعرف ولا يستطيع التمييز.
الفرد المتخلف كما أشارت
دراسة لمصطفى حجازي يسعى لاحتقار نفسه وتقدي حاكميه والسبب
في ذلك هو تراكمات
عديدة ولدت تلك الإيديولوجية المتخلفة. المرحلة الأخيرة من هذا التخلف
غالبا ما
تؤول إلى ثورة تنفجر للتعبير عن الرفض للقهر الممارس والمتوارث، وهذه نهاية
المجتمعات المتخلفة حسب ما أظن.
الدولة الحالية أراها دولة
تابعة للإمبريالية الاستعمارية حتى بعد خروج الاحتلال ونيل الشعب
لاستقلاله
الترابي فقط، يبقى خاضعا لهذه التبعية والدليل هو التحكم الخارجي في تسيير شؤوننا
الداخلية، أنصح كل فرد واع أن يعمل على نشر المعرفة و الوعي فهذا مرمى على عاتق كل
واحد منا.
·
الإنسان عدو نفسه هذا ما
أراه أحيانا، والنماذج أمامنا:
الإسلامي، هو الذي ينهج السياسة الإسلامية ويدعي
التدين و الحكم بعدل لكن الفعل عكس ذلك.
بالنسبة للشيوعية، فهناك أفراد وصلوا إلى السلطة
حكموا الشعب ولم يتحكموا في نزواتهم و غلبتهم نزعاتهم الذاتية إلى مستوى بلغ بهم
درجة الدكتاتورية.
الوعي في الأصل ليس مرتبطا بالتوجه إسلامي أو
علماني والدليل هو كيفية تعامل كبار المسئولين السياسيين مع الأزمات، ومع الحركات الاحتجاجية
في بلدانهم، وهنا أشير لمثال تركيا و الخطاب الذي وجهه أردوغان للمحتجين على
سياسته.
·
أنادي بالتحرر من كل القيود الفكرية وأحث على تنمية الوعي.
لذلك أتبنى خيار دولة علمانية ديمقراطية تمنح الحقوق الكاملة لكافة الأفراد
وتمنحهم حرية الاختيار، وتسعى جادة لتطوير الاقتصاد و توفير جميع الخدمات اللازمة.
·
ندرك أن الحكومة بالمغرب
لها سلطة شبه تقريرية ونعرف أن أسسها موضوعة سابقا.
لدي تساؤل بسيط للمنادين بالدولة الإسلامية، هل
ستعمل على تطبيق الحدود مثلا؟ هذا يتنافى ومواثيق حقوق الإنسان الدولية التي أمضى عليها المغرب،وكما أشرت آنفا
الدولة الشوعية ستعمل على تغيير الأنظمة الاقتصادية للطبقات الفقيرة.
·
آمل أن يكون الجيل الصاعد
أفضل وأن يقود المغرب نحو تقدم حقيقي، أولا التعليم كركيزة وأرى أن التلميذ
المغربي يجب أن يتعلم كل شيء أي كان مصدره، كلما عملنا على تنمية المعرفة لدى
الفرد و تنمية الوعي لدي كلما كانت قدرته على التمييز والاختيار السليمة كبيرة.
·
أرى أن تتوحد كل
التوجهات مادامت تحمل نفس الهم ، لنفس القضية وبنفس الهدف لابد من التوحد للمضي
بهذا البلد من الأمام، هذا رأيي...
بهذه الأراء اختتم اللقاء وبكلمات الشكر والتنويه بالأهداف السامية للقاء
التي عبر عنها المشاركون الذين اجتمعوا من كافة التوجهات الفكرية والسياسية كذلك، على
أمل تتمة الحوار بنفس الموضوع بلقاء قادم.
مساء الخميس 06 نونبر 2013