الخميس، 27 يونيو 2013

سوق الافكار : اليقين . 27.06.2013

وكما جرت العادة، كل يوم خميس تجتمع ثلة من الشباب يتسوقون افكارا ويسوقون لافكارهم، دون الحاجة لاقناع احد بوجهة نظر معينة، او معارضة اخر لكونه مختلفا عنك.
وحديث اليوم عن اليقين، ماهو اليقين، وهل الوصول لليقين يحد من عملية التفكير ام العكس؟

اليقين لغويا هو علم لا شك معه، وفلسفيا هو اطمئنان النفس مع الاعتقاد بصحته، ولاتفاق معظم الحاضرين على هذا التعريف، انطلق الحوار، بين من يرى ان وجود اليقين في حياة الفرد هو اساس لا بد منه، فهناك من يبرر الامر بكونه لم يخلق من بدء الخلق لذا وجب عليه الاعتماد على مسلمات سابقة، وهناك من يرى ان عدم وجود اليقين في حياة الفرد سيتوه داخل دوامة العبثية،
ويرى اخرون ان الشك واليقين مترابطان، ولا بد من وجود الاول لنصل للاخر، الشك يؤدي الى البحت تم الى المعرفة ومنه الى اليقين.
يضيف اخر ان اليقين يحتاج العقل والمنطق لكنه يحسم بالايمان.
بينما يرى اخر ان ما اسماه بالفوضى الخلاقة افضل من الوصول لليقين، فلابد من الشك لنخوض في المعرفة.
بينما هناك من يرى ان اليقين يحد فحسب من عملية التفكير، ولا يدفع للمعرفة، ورغم وجود اسس في المعتقدات لكنها لا تصل لحد اليقين ولو اعتبرناها كذلك.
هنا يدفعنا الحديث للخوض في مفهومي الاعتقاد واليقين، فكل فرد له الحق في اعتقاد ما يشاء، وليس بالضرورة ان يكون الاعتقاد يقينا. بل ان اليقين هو اعلى درجة من الاعتقاد هو الحد الذي ليس بعده شيء.
بينما يضيف اخر بانه لاوجود اصلا لليقين المطلق، لذا يمكن في اي لحظة ان اشك في مسلمات سابقة.

هل يوجد اكثر من يقين، وهل وصلت العلوم فعلا لليقين؟  يتساءل احدهم، لنجيب عنه في الاسبوع المقبل باذن الله .

الخميس، 20 يونيو 2013

سؤال و أفكار و حوار



سوق الأفكار بات موعدا أسبوعيا  قارا لشباب مراكشيين  يهتمون بالحوار الفكري الهادف، يترددون على هذا اللقاء لإبداء أرائهم وللتعبير عن مواقفهم المختلفة.

هناك لبس ما ! سؤال؟ إشكالية معقدة؟ تكون بوابة الحوار والدخول لموضوع واسع و عريض، هذه المرة كانت البوابة امتحانات البكالوريا، وأخيرا التحقت نهيلة بالمجلس بعد أن أنهت امتحاناتها، سألها الأصدقاء عن مستوى الامتحان، وغالبا ما يكون المزاح حاضرا و يتكرر السؤال الشهير عن كل امتحان: هل نقت؟ يعني هل التجأت إلى الغش؟

هذا السؤال لا يجب أن يطرح على أمثال نهيلة، بل على ممارسي الغش، وأن يسألوا عن الدافع إلى ذلك؟ هل هو خيار نتيجة نظام تعليمي فاشل؟ أم سلوك لا أخلاقي له خلفيات و تراكمات سيكولوجية؟ والأخطر من ذلك هو تناقل الأخبار عن ظاهرة الانتحار الذي أذيع أحد مشاهدتها الحقيقية بعد أن انتحرت فتاة من عمر نهيلة تقريبا بسبب الإمتحان، ذكر هذه الظاهرة دفع أحد الأصدقاء لتفسيرها علميا حيث يؤكد أن آخر الدراسات لعلم الجينات تبين أنها هي المسئول الأول عن تصرفات الإنسان، حسب ريتشارد دوكنز.

الطرح لقي تعقيبا من رأي يقول : قد تتحكم في طبيعة الشخصية، مرنة ، صلبة....و برر ذلك باستدلاله التالي،إن كانت الجينات الطبيعية ( المخلوقة) هي المسئول يعني نحن لسنا مسئولون عن تصرفاتنا وبالتالي نحن مسيرون( كأنه يرمي بقوله: هل سنحاسب على ما ليس بأيدينا تغييره؟) و واصل قائلا: لم يثبت إيماني بالقدر بعد، مازال عندي ريب في هذا السياق، يشير إلى الطبيعة البيولوجية.

السؤال يحيلنا على أسئلة أخرى تتعلق بالإله، الوجود، سيرورة الحياة و حركة الكون.

ربما بالنسبة لمجتمع الحشرات ذلك الإنسان هو الإله؟ رغم أننا نجهل وسيلة التفاعل أو الإدراك لدى الحشرات كما نجهل اللغة؟ بالنسبة لنا أو لبعضنا  نحن البشر الله واحد، لا خالق له، في القديم كان في اعتقاد بعض الأقوام أن  لكل ظاهرة طبيعية اله يعتقدون بوجوده تبريرا  لحدوث الظاهرة: إله البرق ، المطر ....! اكتشفنا بعد ذلك كله أنها مجرد ظواهر طبيعية لها تفسير علمي .

الوجود أصله لا شيئ ، طاقة + مادة اعطت هذا الكون يعني  طاقتين:موجب+ و سالب _   تعطي هذه النتيجة ، استيفن هوكينج  يقول أن الزمن مثلا ظهر مع الإنفجار، وهل سيستمر بعد؟ في القران قول الله "  كن فيكون"

قصص القرآن غريب بعض الشيئ لكن من المحتمل سبق وأن نوقشت، قصص الأنبياء مثلا إلا أن كل حضارة أصلها الإنسان ويتم تزوير حقائقها على أن تصير خرافة أو أسطورة؟ يعني يسهل التأليف ؟

لا أصدق من يكذب القرآن فيأت بمثله! لقد كنت ملحدا وأخذت القرآن وقرأت: " ألتيني و الزيتون.....أليس الله بأجكم الحاكمين" وقلت في نفسي: ماذا يقول هذا؟ هذا لم يقل شيئا ويقول أنه أحكم الحاكمين! لكن إن قرأنا القرآن بتدبر و تأمل سنجد في أمور تعجيزية عظيمة، شرط أن نكون محايدين، لا نستخدم العاطفة بل العقل بغية المعرفة.وع ذلك لازلت لا أومن بالتداوي بالقرآن مثلا لبعض الأمراض.


فيه شفاء للصدور؟


يقول للصدور وليس مسألة التباس الجن بالإنس مثلا، و التي لا أصدقها من الأساس.


رغم كل ما أقوله هذا لا يعني أنني أنكر ذلك الخشوع الذي نشعر به عندما نقرأ القرآن ، جربت الخروج لصلاة الصبح ، إحساس رائع و طمأنينة كبيرة أشعر بها.


طبيعية لأن برمجت نفسك على أن تشعر بذلك؟  لا لا بل هي الحقيقة، أما ما قلت عنه فيرتبط بالجانب النفسي المبرمج سابقا، كالتي تقول مثلا: إن زارت الولي الصالح فلان ستعالج؟ وبالفعل يحدث ذلك، لكنه مجرد توهم فقط، جعل الخرافة أمرا حقيقيا.


لنعود إلى مسألة الجن، الإخوة الذين قالوا إن التباسه بجسد الإنسان قد يكون أمرا حقيقيا، في إقليم التبث مثلا أظهر شريط مصور أن رجلا يستطيع تغيير صوته من خلال عملية تركيز مطولة.


صوته وليس اللغة، بعض اللواتي لبسهن الجن يتحدثن لغات كن يجهلنها تماما!


ومؤخرا تم اكتشاف أن امرأة سقطت وأصيبت في دماغها بأستراليا و اكتشفت بعد الحادثة انها تتحدث الفرنسية وهي لم تدرسها قط ! إذن الظاهرة علمية وقد يكون لها تفسير علمي!


نعم وهناك تفسير يقول أن كل ما يقوله الإنسان أثناء لا وعي ما هو إلا تراكمات اللاشعور، ونعلم أن قدرة تخزين المعلومات  للوعي أقل بكثير من اللاوعي ، وقد تكون اللغة جزء منها ، أعتقد أنه إذا تم اكتشاف هذه الطاقة الهائلة ل ألاوعي قد تغيير منحى حياتنا ، مذهلة بمجرد التفكير فيها.


محدودية العقل بنظري هي السبب في هذا الإعتقاد القائل بالتباس الجن بالإنسان لإن العقل لم يتوصل بعد لتفسير علمي للظاهرة لجأ إلى هذه المسلمة و هي بمثابة مسكنات ، نعم  مجرد مسكنات فقط.


اختراع الحاسوب مثلا قيل عنه أنه لا يصلح لشيء والسبب لقلة المعطيات، مر زمن وتطور الحاسوب وأصبح وسيلة معلوماتية لا نستطيع الاستغناء عنها.


لنضع احتمالات علمية للظاهرة ، هل نستطيع أن نضع ثوبا على جسم ما فيختفي فجأة؟


هل يظهر جسم في مكان ويختفي في سرعة كبيرة جدا ليظهر بمكان آخر؟


تحيلني على خدع  كريس أنجل ومسالة تحويل الأجسام من مكان لاخر


إذا تطرقنا لمسألة الروح، علم البيولوجيا لم يتوصل لها لحد الآن ، هو مبني على التطور الذي يفنذها.


بمثل هذه المقاطع انتقل الحوار ليغوص في علم الفزياء من الكلاسيكية المبنية على قانون نيوتن إلى الكوانتوم و النسبية، التي أسقطت تلك القوانين التقليدية بالمجال الميكروسكوبي و الكهرومغناطيسي، نشير إلى مثالا هنا: لا يمكن تطبيق قانون نيوتن على إلكترون يحتل مواضع عدة في آن واحد.


إذن الظاهرة( التي يطلق عليها التباس الجن بالإنسان) لا يمكن تفسيرها بالقانون الحالي، لا بد من اكتشاف أسرار تلك الظواهر.


إذا لاحظتم أن الأدوات المنطقية الرياضية صحيحة ، متسلسلة و مترابطة، وكأن الله نكتشف الجن وظاهرة التباسه بالإنسان  بطريقة علمية ما.


حسنا رفاق ألا يذكرنا هذا بإسراء الرسول(ص) إلى المسجد الأقصى  ومعراجه إلى السماء؟


بما أنها صحيحة وانظروا حتى أكبر مصدقيه  أبو بكر صدقها بالشرط أن يكون محمد قائلها" إن كان قال فقد صدق" يعني هناك شك لولا أن محمد رجل صادق، لكن إن فسرنا الظاهرة علميا و التفسير ينطبق على ظواهر الالتباس.


هنا تختلف الأمور لا تنسى أنه في إسراء محمد (ص) وسيلة سخرها الله وهي البراق!


قبل أن نختتم الحوار أود أن أعرج على مراحل الفيزياء لو سمحتم.


كان يعتقد أن قوانين نيوتن كافية لكن مجيء الكوانتوم مع بلانك غير الكثير من الأمور، ثم معادلات  شرودنجر و هايزنبيرج ، إذن عند التوقف عند كل محطة من تاريخ هذا العلم يعتقد المرء أنه بلغ الحقيقة وأن ما اكتشف ينطبق على المادة كلها، لكن اكتشاف المجال الكهرومغناطيسي، و الميكروسكوبي والماكروسكوبي الكوني فند هذا الاعتقاد بحيث لم يعد يصح بالمرة تطبيق قانون واحد عليها، و كذلك بالنسبة لعالم الإنسان...


الحوار لم يختتم في الساعتين المحددتين بل استمر طويلا حتى أنه يصعب التطرق لكل الأفكار التي المطروحة خاصة الأفكار الغريبة التي لا نجد لها تفسيرا... ويستمر البحث ويستمر الحوار حتى يتسع سوق الأفكار.


في الختام المعادلات العلمية دائما قابلة للتغيير و التجديد وكذلك أفكارنا، قناعاتنا و مواقفنا ، قد تكتشف أمور أخرى تغييرها.

الجمعة، 14 يونيو 2013

لا حدود للسؤال لا حدود للحرية إذن !

هناك دائما دافع إلى الحوار، إلى التجادل في مسائل معقدة، أكثر من السؤال عن المعرفة ذاك الهاجس القوي الذي يدفع الأذهان إلى الإبحار في عالم البحث عن الحقيقة.

في خضم هذا الحوار الجدلي يتدخل أحد الزملاء قائلا إن الحقيقة بالنسبة لعامة الناس كل ما هو سائد ومتعارف عليه، وإبطالها جريمة تماما كالجريمة التي اقترفها جاليليو، أو كجريمة عدد من المفكرين والعلماء العرب في القرون الوسطى والتي أودت إلى تكفيرهم و رميهم بالزندقة و الخروج عن طاعة الله من طرف رجال الدين، والغريب بل المضحك أحيانا أن هؤلاء الذين يسعون لإبطال كل ما هو جديد، يدعون الدفاع عن الإله من خلال ذلك، وهو الخالق و الأعلم بالحقيقة المطلقة.

الحقيقة المتعارف عليها هي من المتغيرات كقاعدة علمية  مستنبطة تجريبيا، ثم تؤسس قانونا للمادة، بالميكانيكا  مثلا، أول النظريات التي أدخلت الإنسان الفيزيائي عالم الأجسام، و الحركة والقوى كانت نظرية نيوتن، سقوط تفاحة ،  قاده بعد بحث طويلا إلى استنتاج ووضع قانون الجاذبية، غير أن هذه القوانين الكلاسيكية لا تعطي نتيجة صحيحة عند تطبيقها على أدق الجسيمات أو الدقائق التي تتحرك بسرقة فائقةـ سرعة الضوء مثلا ـ هذا ما دفع بلانك إلى وضع الأسس الأولى لميكانيكا الكم العصرية 1900، ثم النظرية النسبية ل إنشتاين، التي غيرت معالم الزمن، يقول أحد الأصدقاء مازحا إن أردت أن تبقى شبابا عليك بجولة حول الأرض بسرعة الضوء.

العجيب بمجتمعنا أن هناك منطق سائد لا يصدقه العاقل، يوازي في منهجه التعليلي ذاك الذي أتي بهذه القوانين العلمية التي توصلت إليها أدمغة عبقرية بعد سلسلة طويلة من البحث والتجارب انطلاقا من الواقع، الملاحظة، الفرضية، النظرية، التجربة ثم القانون يعطى كقاعدة لباقي العمليات الفيزيائية. إنها الخرافة المجتمعية ومع ذلك لا تعد النتيجة حقيقة لأن العقل الواعي يستحيل عليه تقبلها. يشير أحد الزملاء في هذا الباب إلى عملية زيارة الولي الصالح كما يطلق عليه والمسمى "مولاي إبراهيم" ، نواحي مراكش، تقول النساء إن زيارة هذا الوالي تأتي بالأزواج للنساء العازبات، شرط أن تطبقن مراحل الزيارة كما هي متعارف عليها ، تقيم الشموع كهدية، ذبح الديك، التدحرج عند القبر و غيرها من الخرافات، و لأن التجربة أثبتت بالصدفة أن عدد من الفتيات تزوجن بهذه القاعدة، أصبحت هذه الأخيرة حقيقة سائدة في أواسط المجتمع يصعب تغييرها ، ويعزز ذلك تصديق بعض المتعلمات لهذه الخرافة.

يقول أحد المشاركين بهذا الحوار إن سبب ذلك هو عدم المعرفة وأكثر منه عدم الوعي بالذات، تصديق الكثيرين بوجود الجن دون إثبات ربما يدفع البعض إلى التشكيك في وجود ذاته لأنه ليس هناك ما يثبتها غيرها هي نفسها.

الحوار استمر لساعات و عرج على مواضيع عدة، علم الفيزياء، الوجود، الكون ثم الفلسفة والسياسة والدين ، في تصادم واضح بين المادية و المثالية، فأيها يؤسس للآخر و عملية "السؤال" هو الإشكالية الأولى لبلوغ ذلك. 

سوق التحرر الفكري




ما أروع الاختلاف في زوايا النظر للأمور .. أحب هذه الألوان الفكرية التي تتراقص كل خميس في سوق الأفكار ، أحب هذا الجمع الرائع الذي ليس فيه : أخوكم في الله فلان بن فلان أحبكم في الله وهو لا يعرفنا أصلا .. فقط لأنها سنة سنها له من قبله .. مجمع يتقبل كل منا الأخر مهما كانت أفكاره دون أن يتطبع معه لمجرد التطبع ، مع قابلية تغيير أية فكرة مهما كانت دون الخوف على أفكاره التي ليست إلا نتاجا لما يؤمن به ويعتقد فيه ولم يفعل (أي لم يعتقد فيها) إلا لأنها الحق بالنسبة له .. ما أروع الإنسان الذي يستعمل عقله إلى أبعد الحدود .. دون خوف من أي شيء .. ليس يخاف من أن يكتشف انه كان على خطأ، وهنا بالنسبة لي مكمن قوة إيمان المسلم وليس عكسه الذي يدعي حماية الناس بحجب أفكار ضد الإسلام عنه .. أنا أيها الناس ازداد إيمانا كلما حاورت من لا يؤمن به ، ويبقى لدي شك دائم في صحة مسلمات عدة في هذا الدين مادامت تلك المسلمات لن تضر عقيدتي .. وأعيد عقيدتي الذي هو مذهبي وليست عقيدة الشيخ الفلاني وفهمه الخاص للإسلام .. فالصحابة رضوان الله عليهم اختلفوا كل منهم ذهب إلى مذهبه.. ويشهد الذي خلقني أني اجتهد اجتهادا أن أتحرى الصدق والحق أينما كان ، وأينما وجدته اعتنقته .. واعلم يقينا أن هناك من يقرأ هذا ويقول إنني على خطأ في منهجية تفكيري هذا ، إلا اني من هنا أقول له وأنا أيضا أراك مخطأ في منهجية تفكيرك تلك تعادلنا إذا .. فلنعمل معا على طرح أفكارنا بكل حرية دون طابوهات ...
ثم أعود لأقول ما أروع أن تختلف مع صديق لك تحبه دون أن يؤثر الاختلاف في علاقتكما ..
ما أروع جيلا  فهم المعنى الحقيقي للتعايش .. 

                                                                            عن  خالد التاقي  

السبت، 8 يونيو 2013

الدولة .....من وجهات نظر مختلفة .. في لقاء لتوجهات مختلفة



افتتح اللقاء الأسبوعي لسوق الأفكار بكلمات الترحيب بالمشاركين الجدد، وتم التعريف بطبيعة هذا اللقاء و أهدافه و التذكير بمبدأ الحوار الذي يتمثل في عدم التعقيب و المقاطعة وعدم توجيه الخطاب لفرد معين لتفادي الحوارات الثنائية و تحقيق الهدف الأساسي لهذا النشاط وهو ضمان حق المشارك في التعبير عن رأيه  بكل حرية وعرض أفكاره أيا كانت طبيعتها دون انتقاد أو رفض و الاقتصار على  إبداء الاختلاف.

الموضوع الذي اختير لهذه الحصة، كان هو: الدولة من وجهات نظر المشاركين المختلفة ....

أراء المشاركين كما عبروا عنها في مداخلات مختلفة حاولنا تقديمها في الفقرات التالية:

·        البعض يعتقد أن الدولة هي مجرد جهاز يقتصر  فئة معينة  من المسئولين، يقوم بحفظ الأمن وتسيير الأمور والتحكم فيها، إن عدنا قليلا للوراء ونظرنا من المنظور الماركسي كيف تكونت هذه الفئة مثلا سنجد أن المجتمع الإنساني ظهر بطبيعته البدائية و وسائل التعامل مع  الطبيعة كانت وسائل جد بسيطة، إن أخدنا مسألة الصيد على سبيل المثال قد كانت هناك فئة قليلة من تمارسه وتغطي حاجيات العشيرة ونفس الشيئ بالنسبة للزراعة إلا أن هذه الأخيرة كانت هناك فئة مداومة على ممارستها في الوقت التي تستغني مجموعة أخرى تدخر المحاصيل التي تكفيها لسنين عديدة وتعمل على استغلال الفئة الأخرى الفقيرة ومن هنا ظهرت أول بوادر  التفرقة و ظهور الطبقية في المجتمع الإنساني طبقة غنية و أخرى طبقة شغيلة فقيرة.
          مع تطور الإنتاج و تطوير الصناعة احتكرت الطبقة الغنية وسائل الإنتاج و استغلال الثروات  
        الأرضية والانفراد بالتحكم و الإدارة.
         ظهور التفاوت الطبقي هذا أدرة إلى نشوء صراع بين الطبقيتن جعل الطبقة البرجوازية تتحكم    
         أكثر في مصير الفقراء تهمش نشر التعليم و المعرفة وتدعم الأفكار الخرافية والتقاليد في
           أوساط   الطبقات الفقيرة لتبقى تابعة لها خانقة ترفض التطور و التغيير في حين تبقى الطبقة   
          الغنية هي المسيطرة.

·        هذا تحليل تاريخي ،  لكن في خضم هذا الطرح حول الدولة نريد حلا مبررا، ونموذجا للدولة التي تحل جميع مشاكل الشعب .
 
·        لذا أقول الدولة هي تعبير عن الطبقة المسيطرة وأرى ان الحل هو الرضوخ لمطالب الطبقة الفقيرة وهذا لا يمكن تحقيقه إلا عبر ثورة.

·        لا يمكن انتقاء نمودج الدولة إلا عبر التحليل التاريخي لمراحل تنشئتها طبعا إلى غاية بلوغ مفهومها الحالي.

·             أعتقد أن أهداف الشيوعية التي تشير لها في طرحك والتي تتمثل في الحرية والعدل و المساواة  
      هي نفسها أهداف القومية والليبرالية و الإسلامية، إن نظرت في المطالب فستجد أنها هي وهي 
      نفسها الأهداف التي تنادي بتحقيقها لكن قبل أن تأتي بكذا نموذج وتسقطه على مجتمع معين 
      أرى أنه لابد من دراسة هذا المجتمع والنظر في متطلباته دون إعطائها صبغة علمانية أو  
       إسلامية، يجب أن تكون إقامة الدولة على أسس ديمقراطية ، دولة مؤسسات تخدم المواطن 
      وتسعى إلى تكوينه وتعليمه ليكون هو المسئول عن اتخاذ القرار واختيار التوجه الذي يقنعه.
          شخصيا أتبنى العلمانية لأنها تعطي مساحة كبيرة للحريات الفردية، حرية الاعتقاد و تميز بين 
           الأعراق لعرق أو جنس أو معتقد.
           وأتبنى الاشتراكية لأنها تخلق نوع من التكافؤ الاجتماعي  الاقتصادي والعدالة المساواة سواء 
           في الجانب الاقتصادي أو حتى السياسي.

·            بالنسبة لي لا مشكل لي مع طبيعتها ولا مع التسميات علمانية أو إسلامية لا يهم لأننا غالبا ما نرى  أنها ترفع نفس الأهداف ثم أن سياستها و مدى تحقيق أهدافها و وعودها للشعب هي الأمور الكفيلة بان تبين لنا مدى مصداقيتها والأمر لا يتعلق بطبيعة الدولة، في كلتا الحالات أحث على الوعي والمعرفة وتعليم الفرد لأنها أسس التقدم.

·         لا أعتقد  أن كل التوجهات تنشد الأهداف نفسها، فإذا لاحظنا أهداف الإسلاميين مثلا فجميعها متعلقة بالدين يعني أن التحرر مرتبط بالواجب الديني للأفرا ومن خلال  تطبيق تلك الواجبات سنبلغ المجتمع الإسلامي المنشود المتحرر و الواعي وهذا يتعارض مع الرؤية العلمية لأنها هذه المنهجية لن تصل بنا إلى مستوى العيش المطلوب والنهوض بالمجتمع الفقير، هنا أفضل النهج الشيوعي  كما أشار الزميل في مداخلته، و لا بد من تعميق الإصلاح رغم أني لا أراه حلا ناجعا والسبب أن الدولة الدينية لن تتخل عن بعض مواقفها ولن تتنازل وهذا مايؤدي في غالب الأحيان إلى تفجر ثورة لانصاف الطبقة الفقيرة المسيرة وهي من يجب أن تقود هذه الثورة لتحقق العدل لنفسها و المساواة.

·        كل دولة لها جهاز سلطوي تمارس من خلاله القمع على معارضيها ولكل ظرف وسائل للمعارضين  لتحقيق مطالبهم وإذا راجعنا التاريخ سنجد أنها عدد من الدول شهدت ثورات شعبية ضد الإظطهاد.
    الدولة لابد أن يكون لها مؤسسات ديموقراطية يمارس من خلالها الشعب حرياته ليسير نفسه بنفسه، 
     وهناك مثال للخدمات العمومية التي لا تستطيع الدولة توفيرها من خلال هذه المؤسسات ذات الملكية 
      الخاصة، قطاع الصحة؟
      وهنا أطرح سؤال هل الدولة الرأسمالية التي تدعي الديمقراطية تترجم تطبيق كل الوعود النظرية   
      التي أسست لأجلها؟ هذا يدفعني لأنادي بخيار التأميم و هو خيار اشتراكي.

·        الدولة نتاج تعاقدي بين الأفراد بحيث يتم التعيين من قبل الأفراد عن طريق التصويت، وبالطبع لما تسلم السلطة لهيئة سياسة ما فهذا بإرادة الأفراد و بالتالي هم من عليهم تحمل فشل أو نجاح الدولة.

·        شخصيا أركز على الوعي، لابد من توعية الأفراد ليختاروا هم من يمثلهم و يسيروا أمورهم ، بالنسبة للرأسمالية فهي عاليمة ولا تخص دولة معينة والأمثلة عن الصراع الرأسمالي الإشتراكي كثيرة. أهدافنا جميعا سواء كنا إسلاميين، علمانيين أو شيوعيين  هو الحرية ، العدالة، والعيش الكريم، إذن كيف نستطيع أن ننهج نحن طريقا يوحدنا لتحقيق الأهداف المشتركة.

·        إن تحققت حقوق الأفراد لن تكون الدولة مجبرة على وضع أجهزة مراقبة ولن يكون الأفراد و أطر المؤسسات كذلك معرضين للمراقبة حرصا على التطبيق.
         أنحاز للخيار العلمانية فالعلمانية هي الكفيلة بضمان الحريات الفردية للأفراد و حرية ممارسة 
         شعائرهم الدينية. 

·        إذا حللنا تاريخيا النظام المغربي سنجد أنه استمد شرعيته عبر مراحل تاريخية، ولم يعد باستطاعتنا التحكم فيها، و بالنسبة للوجهات الحالية فليس كل فرد من اخار توجهه عن قناعة وبالتالي أي فكر وأي منهج يتبناه هذا الفرد؟ والسبب في ذ1لك هو الجهل و عدم الوعي وغياب حس المسؤولية.
            شخصيا أؤيد خيار الدولة الإسلامية وأرى أنها جامعة تظم مجتمعا يسوده التضامن لأن كل
        قول أو عمل يربط الفرد بربه وهناك قيم إسلامية تحث على التعاون والإتحاد والتضامن. 
        الإسلامي  الفكر أو المسلم يؤمن بأن الفرد تربطه علاقة إيمانية مع الله في حين أن العلمانية 
          تعطي  الحرية المطلقة  في الممارسات حتى في المواقف الغير مفهومة.

·        أضم صوتي إلى أصوات الإخوان الذين يطالبون بدولة إسلامية وهذا لا يعني أن الدولة الإسلامية ستفرض ممارسة الشعائر الدينية و الواجبات قبل أن تضمن حقوق الأفراد و توجه المجتمع، كما أرى أن أساس كل هذا هو ثورة فكرية.

                   إذا همنا الإسلام جيدا و جوهر الدولة الإسلامية ستنجد أنها تضمن المبادئ العليا للاشتراكية 
                   والعلمانية 

·        لا أعتقد بما قلت، أرى العكس.

·        15أولا، الذي يتبنى الفكر الشيوعي الماركسي هل اختار هذا التوجه بعد دراسته للتغيرات التاريخية فقط؟ لما لم يدرس تجربة الخلافة الإسلامية؟ دين الإسلام ليس أن تقول إني أومن بالله و أحب الرسول فقط، الإسلام هو العلوم الشرعية من القرآن والحديث و مجموعة من القيم والمبادئ التي تخدم الإنسان.

·        16 ـ ألاحظ تطورا في الأفكار، من قبل لم تكن تسمع بمن ينادي بالدولة الإسلامية ويحترم العلمانية أو الشيوعية كما أسمع الآن.

·        فيما يخص الخيار السياسي، أعتقد أن المسئول السياسي إن كان استغلاليا انتهازيا فيستغل ثقة الشعب سواء كان إسلامي الفكر أو علماني. وأرى أن الدولة الإسلامية أفضل لأني أرى بالإسلام كل مقومات الدولة الناجحة، إلا أن الظرفية تحتم علي أن أنادي بتحقيق العدل و المساواة و خدمة المواطن كيف ما كنت طبيعة الدولة المهم أن تحقق الأهداف المنادى بها.

·         أختلف مع الإسلاميين، وأرفض الدولة الإسلامية وهذا الموقف اتخذته بعد تحليلي للواقع الذي يقر بوجود تفاوت طبقي، الإسلام يعطي حق الملكية الخاصة لوسائل الإنتاج مما يعزز سيطرة الطبقة الغنية وهذا أمر مرفوض يتنافى مع قيم العدالة والمساواة داخل المجتمع بين كل مكوناته.
           يجب أن نفرق بين الإسلام كدين والإسلام السياسي، لأن الدراسة العلمية تبين أن هناك     
           استغلال الدولة الدينية التي تمنح حرية التملك للكبار و بالتالي تقوية نفوذ سيطرتهم على         
            الإقتصاد.

·        بالنسبة للحكومة الحالية هل تم تشكيلها بطريقة ديموقراطية؟ لا أعتقد فهذه الدبلوماسية كانت 
     صورية لمجتمع متخلف لا يعرف ولا يستطيع التمييز.
     الفرد المتخلف كما أشارت دراسة لمصطفى حجازي يسعى لاحتقار نفسه وتقدي حاكميه والسبب  
      في ذلك هو تراكمات عديدة ولدت تلك الإيديولوجية المتخلفة. المرحلة الأخيرة من هذا التخلف   
      غالبا ما تؤول إلى ثورة تنفجر للتعبير عن الرفض للقهر الممارس والمتوارث، وهذه نهاية
       المجتمعات المتخلفة حسب ما أظن.
       الدولة الحالية أراها دولة تابعة للإمبريالية الاستعمارية حتى بعد خروج الاحتلال ونيل الشعب
       لاستقلاله الترابي فقط، يبقى خاضعا لهذه التبعية والدليل هو التحكم الخارجي في تسيير شؤوننا
        الداخلية، أنصح كل فرد واع أن يعمل على نشر المعرفة و الوعي فهذا مرمى على عاتق كل
        واحد منا.

·        الإنسان عدو نفسه هذا ما أراه أحيانا، والنماذج أمامنا:
الإسلامي، هو الذي ينهج السياسة الإسلامية ويدعي التدين و الحكم بعدل لكن الفعل عكس ذلك.
بالنسبة للشيوعية، فهناك أفراد وصلوا إلى السلطة حكموا الشعب ولم يتحكموا في نزواتهم و غلبتهم نزعاتهم الذاتية إلى مستوى بلغ بهم درجة الدكتاتورية.
الوعي في الأصل ليس مرتبطا بالتوجه إسلامي أو علماني والدليل هو كيفية تعامل كبار المسئولين السياسيين مع الأزمات، ومع الحركات الاحتجاجية في بلدانهم، وهنا أشير لمثال تركيا و الخطاب الذي وجهه أردوغان للمحتجين على سياسته.

·        أنادي بالتحرر من كل القيود الفكرية وأحث على تنمية الوعي. لذلك أتبنى خيار دولة علمانية ديمقراطية تمنح الحقوق الكاملة لكافة الأفراد وتمنحهم حرية الاختيار، وتسعى جادة لتطوير الاقتصاد و توفير جميع الخدمات اللازمة.

·        ندرك أن الحكومة بالمغرب لها سلطة شبه تقريرية ونعرف أن أسسها موضوعة سابقا.
لدي تساؤل بسيط للمنادين بالدولة الإسلامية، هل ستعمل على تطبيق الحدود مثلا؟ هذا يتنافى ومواثيق حقوق الإنسان  الدولية التي أمضى عليها المغرب،وكما أشرت آنفا الدولة الشوعية ستعمل على تغيير الأنظمة الاقتصادية للطبقات الفقيرة.

·        آمل أن يكون الجيل الصاعد أفضل وأن يقود المغرب نحو تقدم حقيقي، أولا التعليم كركيزة وأرى أن التلميذ المغربي يجب أن يتعلم كل شيء أي كان مصدره، كلما عملنا على تنمية المعرفة لدى الفرد و تنمية الوعي لدي كلما كانت قدرته على التمييز والاختيار السليمة كبيرة.
·        أرى أن تتوحد كل التوجهات مادامت تحمل نفس الهم ، لنفس القضية وبنفس الهدف لابد من التوحد للمضي بهذا البلد من الأمام، هذا رأيي...


بهذه الأراء اختتم اللقاء  وبكلمات الشكر والتنويه بالأهداف السامية للقاء التي عبر عنها المشاركون الذين اجتمعوا من كافة التوجهات الفكرية والسياسية كذلك، على أمل تتمة الحوار بنفس الموضوع بلقاء قادم.
                                          مساء الخميس 06 نونبر 2013